أصبح الاهتمام بتناسق منحنيات الجسم جزءًا لا يتجزأ من مفهوم الجمال الحديث، وتُعد منطقة الأرداف من أبرز المناطق التي تسعى الكثير من السيدات لتحسين مظهرها، سواء بزيادة حجمها أو تحسين شكلها المستدير. وفي ظل التطورات الهائلة في طب التجميل، ظهرت تقنيات حقن تكبير الأرداف كبديل غير جراحي أو طفيف التوغل للتكبير بالحشوات التقليدية، موفرةً حلولًا فعالة لمن تبحث عن نتائج طبيعية بأقل فترة تعافٍ ممكنة.
يستعرض هذا الدليل الطبي المفصل كل ما يتعلق بتقنيات تكبير الأرداف عن طريق الحقن، مع التركيز بشكل حصري على الطرق الآمنة والمعتمدة طبيًا، وتوضيح الفروقات الجوهرية بينها وبين الحقن الخطيرة والمحظورة عالميًا.
تكبير الأرداف بالحقن هو إجراء تجميلي يهدف إلى زيادة حجم المؤخرة، أو تحسين امتلائها واستدارتها، أو تصحيح عدم التماثل بين الجانبين، وذلك باستخدام مواد قابلة للحقن. من الضروري فهم أن هذا المصطلح يغطي تقنيات مختلفة تمامًا في طبيعتها ونتائجها ومستوى أمانها. تنقسم هذه التقنيات بشكل أساسي إلى فئتين: الطرق المعتمدة طبيًا، والطرق المحظورة والخطيرة للغاية.
قبل التحدث عن الخيارات الآمنة، من الضروري التحذير بشدة من حقن السيليكون السائل (Silicone Injections) أو أي مواد غير معروفة المصدر بهدف تكبير الأرداف.
تؤكد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والجمعية الأمريكية لجراحي التجميل (ASPS) أن حقن السيليكون الحر في الأنسجة الرخوة هو إجراء غير قانوني وخطير للغاية ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مميتة، حيث يمكن أن ينتقل السيليكون عبر الأوعية الدموية إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل القلب والرئتين والدماغ، مسببًا جلطات، وسكتات دماغية، والوفاة. كما يؤدي إلى التهابات مزمنة، وتكوّن أورام حبيبية وتشوهات دائمة، وألم مزمن يصعب علاجه.
تقتصر الخيارات الآمنة والفعالة والمعتمدة من قبل الهيئات الطبية العالمية على طريقتين أساسيتين: حقن الدهون الذاتية، واستخدام أنواع معينة من الفيلر الجلدي.
يُعرف هذا الإجراء طبيًا باسم (Autologous Fat Transfer to the Buttocks)، ويُطلق عليه إعلاميًا تكبير المؤخرة البرازيلي، يُعتبر هذا الإجراء هو المعيار الذهبي لتكبير الأرداف بشكل طبيعي، حيث يستخدم دهون الجسم نفسه كمادة مالئة.
تتم العملية على مرحلتين في إجراء واحد:
يُعد استخدام الفيلر الجلدي خيارًا غير جراحي لتكبير الأرداف، وهو مناسب لمن يرغبن في زيادة محدودة في الحجم أو تحسينات دقيقة في الشكل، أو من لا يمتلكن دهونًا كافية لإجراء النقل الذاتي. من المهم جدًا استخدام أنواع الفيلر المعتمدة فقط لهذا الغرض.
أشهر أنواع الفيلر المستخدمة لتكبير الأرداف:
على عكس أنواع الفيلر الأخرى التي تملأ المنطقة مباشرةً، يعمل سكلبترا كمحفز حيوي (Biostimulator). عند حقنه، فيحفز الجسم على إنتاج الكولاجين الخاص به بشكل تدريجي. هذه الزيادة في الكولاجين هي ما يضيف الحجم ويحسن ملمس الجلد بمرور الوقت.
النتائج: تظهر بشكل تدريجي على مدى عدة أشهر وتتطلب عادةً سلسلة من جلسات الحقن (2-4 جلسات). النتائج يمكن أن تدوم لمدة تصل إلى عامين أو أكثر.
حمض الهيالورونيك هو مادة شبيهة بالهلام توجد بشكل طبيعي في الجسم. يقوم الفيلر بزيادة الحجم مباشرة عند الحقن عن طريق جذب الماء إلى المنطقة. تُستخدم أنواع ذات كثافة وجزيئات أكبر لتكبير الجسم.
النتائج: فورية، ولكنها مؤقتة، وتدوم عادةً من 6 إلى 18 شهرًا قبل أن يتم امتصاص المادة بشكل طبيعي من قبل الجسم. يتطلب هذا الإجراء كميات كبيرة من الفيلر، مما قد يجعله مكلفًا للغاية.
|
الميزة |
تكبير الأرداف بالدهون الذاتية |
تكبير الأرداف بالفيلر |
|
مصدر المادة |
دهون الجسم نفسه |
مواد مصنّعة (محفز للكولاجين أو حمض الهيالورونيك) |
|
الإجراء |
جراحي طفيف التوغل (يتطلب شفط دهون) |
غير جراحي (حقن فقط) |
|
التخدير |
عام أو موضعي مع مهدئ |
موضعي (كريم مخدر) |
|
النتائج |
طبيعية المظهر والملمس، طويلة الأمد |
تدريجية أو فورية، مؤقتة |
|
فترة التعافي |
أطول نسبيًا (أسابيع)، مع قيود على الجلوس |
قصيرة جدًا (أيام)، مع قيود أقل |
|
مناسبة لـ |
من لديها دهون كافية وتبحث عن تغيير ملحوظ |
من لا تملك دهونًا أو تبحث عن تحسين بسيط ومؤقت |
حتى الإجراءات الآمنة تحمل بعض المخاطر التي يجب أن تكون على دراية بها:
المخاطر العامة: عدوى، نزيف، كدمات، تورم، ألم، عدم تماثل في الشكل.
نتائج حقن الدهون الذاتية تعتبر طويلة الأمد جدًا وتقترب من الدائمة، حيث إن الخلايا الدهنية التي تندمج مع الأنسجة تبقى حية. أما نتائج فيلر سكلبترا فتدوم حتى عامين أو أكثر، بينما تدوم نتائج فيلر حمض الهيالورونيك لمدة تصل إلى 18 شهرًا.
حقن الدهون الذاتية يمكن أن توفر زيادة ملحوظة وطبيعية، ولكنها محدودة بكمية الدهون المتاحة لدى المريض. أما الفيلر مناسب للتحسينات البسيطة إلى المتوسطة فقط. للحصول على زيادات كبيرة جدًا، قد يكون زرع حشوات السيليكون هو الخيار الجراحي الأنسب.
التكلفة تختلف بشكل كبير، فحقن الدهون الذاتية أكثر تكلفة في البداية لأنه إجراء جراحي يتضمن شفط الدهون، وتكلفة الفيلر تعتمد على نوع المادة والكمية الكبيرة المطلوبة، وقد تكون التكلفة التراكمية على المدى الطويل أعلى بسبب الحاجة لتكرار الجلسات.
إن قرار تحسين مظهر الأرداف هو قرار شخصي، ولكن اتخاذه بناءً على معلومات طبية دقيقة هو أمر حاسم لضمان سلامتك ورضاك عن النتائج. الخطوة الأكثر أهمية هي اختيار جراح تجميل معتمد وذي خبرة، والذي سيقدم لك الاستشارة الصادقة ويرشدك نحو الخيار الأكثر أمانًا وفعالية لحالتك الفريدة، وهو ما يحرص عليه د. شريف حجازي واحد من أشهر دكاترة التجميل وتنسيق القوام في مصر.
